ابتلاهم بالأدواء، وخلق لنفعهم الدواء، كما جعل التوبة دواء للذنوب وهو من حيث المعنى، نعم أدواء القلوب وأدويتها من أمراض الشكوك والشبهات والشهوات وأدويتها وإن كان من حيث لفظه، إنما يعم الأدواء الحسية، وقد سمى الله النفاق مرضاً بقوله: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [البقرة: 10] الآية. (هـ) عن أبي هريرة) (?) رمز المصنف لحسنه وقد أخرج الشيخان معناه.
8721 - "ما أنعم الله تعالى على عبد نعمة فقال: الحمد لله إلا كان الذي أُعطي أفضل مما أخذ. (هـ) عن أنس (ض) ".
(ما أنعم الله تعالى على عبد مؤمن نعمة) في ذاته أو ماله أو ولده أو دينه ونكرها لتشمل كل نعمة حقيرة أو عظيمة، وإن كانت نعم الله كلها عظيمة.
(فقال: الحمد لله إلا كان الذي أُعطي) من حمده لربه واعترافه له بنعمته. (أفضل مما أخذ) أي يكون أجر حمده لربه على نعمته أكثر من النعمة التي حمده عليها، فهو على حذف مضاف، وقيل: حمده لله نعمة، والمحمود عليه نعمة من الله، وبعض النعم أجل من بعض فنعمة الشكر أجل من نعمة نحو المال أو جاه أو ولد.
قلت: الأظهر أن المراد الإعلام بأن حمد العبد لربه في ذاته أفضل وأجل من كل [4/ 107] ما يعطاه العبد وإن كان حمد الله نعمة فإنه الذي أقدر عبده عليه ويسره له وعلمه كيفيته، فمن قال: إنه يلزم من هذا أن فعل العبد أفضل من فعل الرب تعالى فما أتقن معنى الحديث، وفيه الحث على حمد الله عند كل نعمة.
(هـ (?) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقال في الكبير: إنه عن الحسن مرسلاً، لكن بزيادة: "أفضل من تلك النعمة وإن عظمت" ويأتي.
7822 - "ما أنعم الله على عبدٍ نعمةً فحمد الله عليها إلا كان ذلك الحمد