7174 - " لله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم إذا سقط عليه بعيره وقد أضله بأرض فلاة (ق) عن أنس" (صح).
(لله) بفتح اللام وهي لام الابتداء والجلالة مبتدأ خبرها: (أشد فرحاً) إطلاق الفرح في حق الله مجاز عن رضاه وبسط رحمته ومزيد إقباله على عبده وسلف لنا ما هو الأولى في مثل ذلك غير مرة نعني سلوك طريقة السلف وهو الإيمان بما ورد في مثل ذلك كتابا وسنة من غير تأويل ولا تشبيه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] (بتوبة عبده) رجوعه إلى مولاه مقلعاً عن معاصيه. (من أحدكم إذا سقط على بعيره) صادفه وعثر عليه بلا قصد فظفر به ومنه قولهم على الخبر سقطت (قد أضله بأرض فلاة) أضاعه بمفازة ويحتمل الإضافة والتوصيف فهو إخبار بأنه تعالى يحب أن يتوب عبده ليكون من الفائزين عنده المستوجبين حمده تعالى ورفده وذلك لأنه لا يرضى ولا يحب لعبده إلا الخير وهذا من كمال بره تعالى ولطفه ورحمته فينبغي لكل عبد أن يبادر بالتوبة وأنه لو لم يكن فيها من الفوائد إلا أنه يرضاها ربه وفاطره لكفى داعياً على فعلها والإتيان بها وفي لفظ عند مسلم من حديث أبي هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة" (?) الحديث، وخص واحد البعير في الفلاة لأنه أحوج شيء إليه في تلك الحال (ق (?) عن أنس) وأخرجه غيرهما.