6797 - "كان إذا هاجت ريح استقبلها بوجهه، وجثا على ركبتيه، ومد يديه، وقال: اللهم إني أسألك من خير هذه الريح، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به، اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا، اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا". (طب) عن ابن عباس (ح) ".
(كان إذا هاجت ريح) ثارت نكرها لأن المراد مطلقها من أي جهة هاجت، وقال ابن المنير: أن الحديث مخصوص بغير الصبا من جميع أنواع الريح لحديث "نصرت بالصبا". (استقبلها بوجهه، وجثا على ركبتيه) قعد عليهما عطف ساقيه إلى تحته قعدة الخائف المستوفز وهو قعود الصغير بين يدي الكبير تأدبا فتأدب - صلى الله عليه وسلم - عند إرادة دعاء ربه. (ومد يديه) تلقاء صدره. (وقال: اللهم إني أسألك من خير هذه الريح) الذي يحدثه بنفسها وحركة هبوبها. (وخير ما أرسلت به) مما ينشأ عنها وشره من رعد وبرق. (وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به) لأنها قد ترسل رحمة وقد ترسل نقمة. (اللهم اجعلها رحمة) تحدث بها الرحمة ولا تحدث إلا رحمة. (ولا تجعلها عذاباً) استشكل ابن العربي خوفه أن يعذبوا وهو فيهم مع الآية {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال: 33] ثم أجاب بأن الآية نزلت بعد القصة وتعقبه ابن حجر بأن آية الأنفال كانت في المشركين من أهل بدر ولفظ "كان" في الحديث يشعر بالمواظبة على ذلك، وأجاب بأن في الآية احتمال تخصيص بالمذكورين أو بوقت دون وقت أو لغير ذلك. (اللهم اجعلها رياحاً) قال الزمخشري (?): العرب تقول أنها لا تلقح الشجر إلا من الرياح فالمعنى اجعلها لقاحا للسحاب. (ولا تجعلها ريحاً) أي عذاباً فإنه تعالى وصف الريح بأنها العقيم ووصف الرياح بأنه يرسلها بشرا بين يدي رحمته إن قيل الواقع حال الهبوب والاستعاذة ريح أو رياح فكيف سؤال الجعل؟