بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة، ودلُّ الطريق صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة". (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ".

(كل سلامى) بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم مفرد سلاميات: عظام الجسد أو أنامله أو مفاصله أي كل مفصل من مفاصل الثلاثمائة والستين في كل واحد عظم. (من الناس عليه صدقة) ذكر الضمير مع أن سلامى مؤنثة لتأويله بالعضو والمفصل وإيجابها عليه مجاز والمراد على صاحبه ويرجح المجاز هنا الإشارة إلى أن الصدقة في مقابلة هذه النعم التي هي مفاصل الإنسان وما اشتملت عليه من النفع. (كل يوم تطلع فيه الشمس) والمراد بالصدقة نوافل الطاعات لا الصدقة المالية فقط بدليل قوله: (تعدل بين الاثنين) المتخاصمين أو المتحاكمين. (صدقة) خبر تعدل لأنه في تأويل المصدر أي عدلك صدقة، وكذا ما بعده والسابك لها مصادر مقدر أي لأن تعدل بقرينة الإخبار عنها عليهما لأنك كفيتهما مؤنة الخصام كما تكفي الصدقة المحتاج مؤونة حاجته (وتعين الرجل على دابته فيحمل عليها) الراكب أو متاعه. (أو ترفع له عليها متاعه) ما هي حاملة له. (صدقة، والكلمة الطيبة) تخاطب بها أخاك أو تذكر بها ربك. (صدقة، وكل خطوة) بفتح المعجمة المرة الواحدة وبضمها ما بين القدمين وضبط على خط المصنف بالفتح. (تخطوها إلى الصلاة) ولو في منزلك. (صدقة، ودلُّ الطريق) أي دلك الطريق لمن يجهلها فالمصدر أضيف إلى ظرف المكان. (صدقة) عليه ينقذه بها من الضلال وبالأولى الدلالة على طريق النجاة من عذاب الآخرة ومعرفة طريق رضاءه تعالى. (وتميط الأذى) كل ما يؤذي. (عن الطريق صدقة) المار فيها فهذه المذكورات وما أشبهها هي الصدقات عن كل سلامى فينبغي للعبد أن لا يخلي يومه عن أنواع الخير كلها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015