6255 - "كل الخير أرجوه من ربي" ابن سعد وابن عساكر عن العباس".

(كل الخير أرجوه من ربي) فإنه الذي بيده خير الدنيا والآخرة فلا ينبغي أن يخص الأمل بخلة واحدة أو حوائج وسببه أن العباس سأل النبي عما يرجوه لأبي طالب فذكره وقيل بل قاله للعباس في مرضه - صلى الله عليه وسلم - فبين له أنه ينبغي أن يكون المريض راجياً لله كل خير فعلي الأول يكون قاله للعباس قبل أن يعلمه الله تعالى أنه لا يغفر أن يشرك به فإن أعظم الخير المغفرة ولا ترجى لمشرك. (ابن سعد وابن عساكر (?) عن العباس).

6256 - "كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها إلى يوم القيامة، إلا عقوق الوالدين؛ فإن الله يجعله لصاحبه في الحياة الدنيا قبل الممات". (طب ك) عن أبي بكرة (صح) ".

(كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها) أي من العقوبة عليها. (إلى يوم القيامة) فإنه يوم الجزاء. (إلا عقوق الوالدين) فإنه من الذنوب التي لا يؤخر جزاؤها. (فإن الله يعجله لصاحبه) فاعله. (في الحياة الدنيا قبل الممات) زاده للتقرير والتأكيدات.

قلت: الحديث سيق لبيان عظم ذنب العقوق وقد قال تعالى: {وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ} [الرعد: 134] , وقال: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} [السجدة: 12] وتقدم: "فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة" فكيف هذا.

قلت: تعجيل العقوبة في الدنيا دليل غضب الرب على المعصية وسرعة انتقامه من فاعلها وعقوبة الآخرة وإن كانت أشد إلا أنها دار الرحمة ودار الشفاعات فرب ذنب فيها يغفر وجرم فيها يكفر وحسنات ترجح فتعجيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015