(غيروا الشيب) قالوا الأمر للندب قال الزين العراقي: في توجيه كونه للندب وخروجه عن الوجوب أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لم يختضب انتهى، قيل: وفيه نظر فما كان يأمر بشيْ إلا كان أول آخذ به، قلت: قد عرف أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يظهر عليه الشيب حتى يحتاج إلى الخضاب فإنه لا يخضب إلا ما ظهر لونه وغلب لون السواد. (ولا تشبهوا باليهود والنصارى) فإنهم لا يختضبون أو أنهم يخضبون بغير ما أذن فيه وأبيح به الخضاب، قال العراقي: الأول أظهر لحديث: "إن اليهود والنصارى لا يخضبون فخالفوهم" قيل: يدل بالثاني حديث: "السواد خضاب الكافر" وأجيب بأنه لا [3/ 133] يلزم من ذكر الكافر دخول اليهود والنصارى فيه. (حم حب (?) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لصحته.
5768 - "غيروا الشيب، ولا تُقَربُوه السَّواد". (حم) عن أنس (صح) ".
(غيروا الشيب) والمراد في الأحاديث كلها شيب اللحية ويحتمل مطلق الشيب فيشمل الرأس وغيره من الشعر ويدل لذلك أنه قاله - صلى الله عليه وسلم - لما أتى إليه بأبي قحافة يوم الفتح كأن رأسه ولحيته ثغامة بيضاء، قال ابن حجر (?): يستحب الخضاب إلا أن يكون عادة لأهل بلدة أنهم لا يخضبون فإنه ينفرد به عنهم يصير في مقام الشهرة فالترك أولى. (ولا تُقَرِبُوا السَّواد) لما سلف. (حم (?) عن أنس)، رمز المصنف لصحته وعزاه في الفردوس وغيره إلى مسلم.