غير ريبة يبغضها الله، والمَخْيَلةُ إذا تصدق الرجلُ يحبها الله، والمخيلة في الكبر يبغضها عَزَّ وَجَلَّ". (حم طب ك) عن عقبة بن عامر (صح) ".

(غَيْرتان) بفتح المعجمة تثنية غيرة وهي الحمية والأنفة (إحداهما يحبها الله) أي يحب من اتصف بها لا أنه يحبها لذاتها. (والأخرى يبغضها الله تعالى) كذلك. (ومخيَلَتان) تثنية مخيلة وهي الخيلاء (أحدهما يحبها الله) ويثيب على فعلها ويحمد فاعلها. (والأخرى يبغضها الله) وهذا لف للأمور الأربعة والتركيب كله من التوسيع. (الغيرة في الريبة يحبها الله) قال ابن حجر: هذا الحديث ضابط الغيرة التي يلام صاحبها والتي لا يلام فيها قال وهذا التفضيل يتمحض في حق الرجال لضرورة اجتماع زوجين لمرأة بطريق الحل وأما المرأة فحيث غارت من زوجها في ارتكاب محرم كزنا أو نقص حق وجور عليها لضرة وتحققت ذلك أو ظهرت القرائن فيه فهي غيرة مشروعة فلو وقع بمجرد توهم من غير ريبة فهي الغيرة في غير الريبة وأما إذا كان الزوج مقسطاً عدلاً وافياً نحو كل من زوجتيه فالغيرة إن كانت لما في الطباع البشرية التي لا يسلم منها أحد من النساء فتعذر فيها ما لم تتجاوز إلى ما حرم عليها من قول أو فعل وعليه يحمل ما جاء عن السلف الصالح (?) من ذلك كعائشة وزينب رضي الله عنهما وقد عرف معنى قوله: (والغيرة في غير ريبة يبغضها الله، والمَخْيَلةُ إذا تصدق الرجلُ يحبها الله) لأن الإنسان يجد رائحة السخاء فيعطيها طيبة بها نفسه ولا يستكثر كثيراً ولا يعطي شيئاً إلا وهو مستقل له. (والمخيلة في الكبر يبغضها عَزَّ وَجَلَّ) لأنه يبغض الكبر كله. (حم طب ك (?) عن عقبة بن عامر) رمز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015