العباد من الكتاب والسنة، دين أي تدينون به ربكم تعالى. (والصلاة دين) عطفه عليه إشارة إلى أنه كالصلاة في كونه دينا يعامل به الله عَزَّ وَجَلَّ. (وانظروا عمن تأخذون هذا العلم) فإنه لا يؤخذ إلا عن العدول الثقات كما بينه حديث: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله" (?). (وكيف تصلون هذه الصلاة؛ فإنكم) مجازون بها إن خيراً فخير وإن شراً فشر. (فإنكم تسألون يوم القيامة) عن العلم عمن أخذتموه وعن الصلاة كيف صنعتم فيها، والمراد سؤالهم بشأنهم عليهما، وفيه الحث على أخذ العلم عن الثقات الأخيار وعلى إحسان الصلوات وإقامتها. (فر (?) عن ابن عمر).
5699 - "العلم علمان: فعلم في القلب فذلك العلم النافع، وعلم على اللسان وذلك حجة الله على ابن آدم". (ش) والحكيم عن الحسن مرسلاً (خط) عنه وعن جابر".
(العلم) باعتبار محله (علمان: فعلم في القلب) وهو ما أورث الخشية وزجر عن القبائح، وأقبل بالقلب على بارئه وساقه بأفكاره الصالحة إلى رياض ناديه. (فذلك العلم النافع) لأنه الذي أشرق به القلب وتهذبت به الأخلاق. (وعلم على اللسان) أي محله اللسان يجري به ويعبر عنه ولا قرار له في القلب. (وذلك حجة الله على ابن آدم) أي يكون محجوجا به عند الله تعالى بقوله له: لم تقول ما لا تفعل؟ قال الطيبي: الفاء في: "فعلم" تفصيلية وفي: "فذلك" سببية من باب: خولان فأنكح فتاتهم أي هؤلاء خولان الذين اشتهرت نساؤهم بالرغبة فيهما فانكح منهم، فكذلك قوله: "علم في القلب" دل على كونه مرغوبا فيه فرتب عليه ما بعده والمراد