(عليكم بالصدق) عام للأقوال والأفعال وإن كان في الأول أشهر، فإنه يقال صدق في فعله ومكيال صادق إذا كان وافيًا ونحوه. (فإن الصدق يهدي إلى البر) يدل عليه ويعود إليه، والواسم جامع لأنواع الخير كلها. (وإن البر يهدي إلى الجنة) يدل عليها ويوصل إلى حلولها وهي غاية كل مطلوب وقد وقع نيلها بسبب الصدق فهو السبب الأولى وسبب السبب (وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً) فيكون من رفقاء النبيين كما قال الله تعالى: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] ولو لم يكن للصدق إلا هذا الشرف لكفاه، (وإياكم) احذر. (والكذب فإن الكذب يهدي) من باب اهدوهم إلى صراط الجحيم أو قصد مشاكلة قريبه. (إلى الفجور) الميل عن الاستقامة والانبعاث في المعاصي، (وإن الفجور يهدي إلى النار) والسبب الأولى الكذب فالكذب يهدي إلى النار، (وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) والمراد إظهار ذلك لخلقه بكتابته في اللوح أو الصحف أو بالإلقاء في القلوب وعلى الألسنة والعقاب في الآخرة عقاب الكذابين. (حم خد م ن (?) عن ابن مسعود).

5519 - "عليكم بالصدق، فإنه باب من أبواب الجنة، وإياكم والكذب؛ فإنه باب من أبواب النار. (خط) عن أبي بكر (ض) ".

(عليكم بالصدق، فإنه باب من أبواب الجنة) أي سبب لدخولها فكأنه بابها الذي يدخل منه. (وإياكم والكذب؛ فإنه باب من أبواب النار) سبب لدخول باب من أبوابها أو أن في أبوابها باباً يقال الكذب وهذا عام لكل كذب في جد أو هزل وقد رخص فيه على الزوجة والصلح وفي الحرب وقيل لا ترخيص فيه أصلاً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015