مالك فتنبه له قال البغوي: لا أعلم لها غيره (?).
5488 - "عليك بجمل الدعاء وجوامعه قولي: اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك مما سألك به محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وأعوذ بك مما تعوذ به محمَّد وما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته رشداً. (خد) عن عائشة (ح) ".
(عليك) يا عائشة (بجمل الدعاء وجوامعه) هي ما قل لفظه وكثر معناه التي تجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة أو التي تجمع الثناء على الله تعالى، وآداب المسألة كأنها قالت: ما أقول؟ فقال: (قولي اللهم إني أسألك من الخير) من ابتدائية ولا يصح أن تكون تبعيضية لقوله: (كله) تأكيد للخبر. (عاجله وآجله) بدل منه والعاجل خير الدنيا والآجل خير الآخرة. (ما علمت منه وما لم أعلم) تعميم بعد تعميم. (وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما [3/ 86] لم أعلم) هو كل ما سلف. (وأسألك الجنة) تخصيص بعد التعميم، إذ هي من الخير الآجل أو أنها قد انفصلت الجملة الأخرى عن الأولى فهو ابتداء سؤال (وما قرب إليها من قول أو عمل) فإنه لا توفيق إلا بالله وفي عطفه إعلام بأن الجنة لا تدخل إلا بالعمل وفي سؤال دخولها أولاً إعلام بأن العمل وحده لا يكفي في دخولها بل لا بد من فضل الله والعمل الصالح، وقد قدمنا بحثاً في هذا. (وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل) فإنه لا عصمة عن القبائح من الأعمال وصيانة إلا بلطف الله. (وأسألك ما سألك به نبيك محمَّد) ما موصولة أطلبك من الذي طلبك به أي بسببه وهو