ويحتمل: أن المراد أحب الجهاد اللساني؛ لأنَّ الجهاد نوعان جهاد بالسنان وجهاد باللسان كما ذكره أئمة التفسير في قوله تعالى: {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} أن جهاد الكفار بالسنان وجهاد المنافقين باللسان (حم طب (?) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه، ورواه النسائي بلفظ "أفضل" وسيأتي، وإسناده صحيح فيؤخذ منه أنَّ الأحب هو الأفضل وأنه يرادفه.
210 - " أحب الحديث إليّ أصدقه (حم خ) عن المسور بن مخرمة ومروان معا (صح) ".
(أحب الحديث إليّ أصدقه) لا يخفى أن الصدق مطابقة الواقع والصادق من قام به الصدق، وإذا كان كذلك ورد السؤال عن المراد بالأصدق فإنها لا تفاوت رتب المطابقة، والجواب: المراد أنه يراد أحد الأمرين إما أنه أراد بأصدق الكلام ما طابق الواقع وزاد باشتماله على موعظة وترغيب في الخير وزجر عن الشر وكما يرشد إليه ما يأتي من حديث: أصدق كلمة قالتها العرب: ألا كل شيء ما خلا الله باطل، ويحتمل: أنه أراد بأصدق الحديث القرآن لحديث البيهقي وابن عساكر وغيرهما: "أصدق الحديث كتاب الله" (?) ذكره المصنف في الذيل فيكون المعنى: أحب الحديث إليّ كتاب الله والقرآن سمي حديثًا لقوله: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} (حم خ عن المسور (?)) بكسر ميمه وسكون السين المهملة وفتح الواو وآخره راء مهملة (بن مخرمة) بفتح الميم وسكون