فليسكت". (حم خد) عن ابن عباس (صح) ".
(علموا ويسروا) عطفه عليه لأنه قد يلازم التعليم التعنيف والتعسير. (ولا تعسروا) لأن الله بعث نبيه بالحنيفية السمحة السهلة. (وبشروا) عباد الله بسعة رحمته وبأنها غلبت غضبه وبأنه فتاح أبواب العلم والعمل. (ولا تنفروا) بالتشديدات على العباد وتهويل أمور الدين وهذا عام لكل من علم أي علم أو أفتى أن يسلك الرفق مع العباد أجمعين فإنه لا يأتي بالخير سواه، (وإذا غضب أحدكم) من أمر يتعلق به (فليسكت) لا إذا كان غضبه لمنكر ارتكب أو حرمة انتهكت فلا سكوت بل يجب عليه التكلم بما هو فرضه ويحتمل أن يراد فليسكت عن قبيح الكلام وندبه الذي يستخرجه بسورة الغضب لا عن الكلام مطلقا وهذا من أدوية دفع الغضب وهو صفة الكاظمين الغيظ. (حم خد (?) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وليس بسديد فقد قال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم مدلس ولم يخرج له مسلم إلا مقرونا بغيره.
5463 - "علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف. الحارث (عد هب) عن أبي هريرة (ض) "
(علموا ولا تعنفوا) بل علموا برفق وسهولة خلق والعنف ضد الرفق. (فإن المعلم) يعني برفق (خير من المعنف) أي المعلم بعنف وعبر عنه بالمعنف إشارة إلى أنه لا يستحق اسم التعليم لأنه أفسده بالتعنيف، قال الماوردي: على العلماء أن لا يعنفوا متعلماً ولا يحتقروا ولا يستصغروا مبتدئا فإن ذلك أدعى إليهم وأعطف عليهم وأحث على الرغبة فيما لديهم.
قلت: والحكايات في صدق هذا كثيرة فكم ترك التعليم من عالم من أجل