(عرضت علي أجور أمتي، حتى القذاة) قال البيضاوي: وتبعه العراقي إنه بالرفع عطف على أجور أمتي، ويحتمل الجر وحتى بمعنى إلى وتقديره إلى آخر القذاة. (يخرجها الرجل من المسجد) وفيه حث على نظافة المساجد والعناية في ذلك. (وعرضت علي ذنوب أمتي، فلم أر ذنبا أعظم من سورة القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها) لم يقل حفظها لينبه على أنها كانت نعمة عظيمة أولاها الله تعالى إياها ليقوم بحقها ويشكر مولاها على ما أنعم به عليه، وإنما جعل النسيان أعظم الذنوب لأنه لا يكون إلا [3/ 70] عن غفلة ولهو عن ذكر الله وإعراضه عن كلامه ورجع إلى الجهل بعد العلم، والظاهر أن المراد نسيان ألفاظه لا ترك العمل به وإن احتمل فالأول ظاهر اللفظ ولا ينافيه حديث: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان" لأنَّ العقاب هنا على تفريطه وغفلته وعدم تعاهد تلاوته وقد عد نسيانه من الكبائر لهذا الحديث أو نسيان آية منه.
واعلم: أن المراد النسيان مع عدم التذكر والتتبع لحفظه والتعاهد له وإلا فقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "رحم الله فلانا فقد أذكرني البارحة آية كنت أنسيتها" (?) لفظه أو معناه. (د ت (?) عن أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال الترمذي: أنه غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه لأنه من رواية المطلب بن عبد الله بن حنطب قال البخاري: لا أعرف للمطلب سماعا من أحد من الصحابة، وقال ابن حجر: في إسناده ضعف لكن له شواهد، وقال الزين العراقي: استغربه البخاري لكن سكت عليه أبو داود.
5404 - "عرضت علي أمتي البارحة لدى هذه الحجرة، حتى لأنا أعرف بالرجل منهم من أحدكم بصاحبه صوروا لي في الطين. (طب) والضياء عن