مرات". (حم تخ حب ك) عن أبي أمامة (حم) عن أنس (صح) ".

(طوبى لمن رآني) هذا أخص من الذي تقدم بلفظ "أدركني" يحتمل أنه أريد بالرؤية الإدراك بقرينة أن الحديث مسوق لبيان حال أهل عصره ومن بعدهم ويحتمل أنه هنا فاضل بين إيمان من رآه من أهل عصره وبين من لم يره منهم، وفي الأول بين من أدركه رآه أو لم يره، وبين من لم يدركه وإن كان يقدح في هذا الاحتمال، أنه يكون إيمان من لم يره ولم يلازمه من أهل عصره أفضل من إيمان من لازمه وصحبه. (وآمن بي مرة) أي طاب ما أصابه طيباً واحداً. (وطوبى لمن لم يرني) لا من حيث أنه لم يره بل من حيث قوله: (وآمن بي سبع مرات) وذلك لأن من رآه - صلى الله عليه وسلم - عرف خفية ما جاء به وقامت له أدلة ذلك وظهرت له ظهوراً لا ريب فيه، وكانت دواعي الإيمان متوفرة وأدلته نيره والبحث عنها سهل بخلاف من جاء من بعده فإنه يتعب في البحث عن الأدلة والتتبع وعجزه، فزيادة البناء عليه لزيادة تعبه وإيمانه بالغيب وقد أخذ ابن عبد البر من هذا الحديث ونحوه أنه قد يوجد في من يأتي بعد الصحابة من هو أفضل من بعض الصحابة، وأيده بعضهم بخبر ابن عمر مرفوعاً "أتدرون أي الخلق أفضل إيماناً" قالوا: الملائكة، قال: "وقولهم بل غيرهم"، قالوا الأنبياء، قال - صلى الله عليه وسلم -: "وحق لهم بل غيرهم"، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الخلق إيماناً قوم في [3/ 47] أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني فهم أفضل الخلق إيماناً" (?). ولم يتنبه لما ذكرناه في قوله: "رآني" وكأنه حمل الرؤية على الإدراك. (حم تخ حب ك) عن أبي أمامة (حم) (?) عن أنس) رمز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015