العلماء في معنى هذا الحديث وجوهًا من التأويلات لا تداني هذا القول ولا تقاربه إذ ما من قول منها إلا وباقي العبادات تشاركه وهذا القول أخبرني به الأمير مجاهد الدين أبو منصور قائمازين بن عبد الله أدام الله سعادته وذكر أنه مما وقع له ابتكاره ولم نسمعه من أحد ولا وقف عليه في كتاب ولم أسمعه أنا من غيره ولقد أصاب فيما وقع له وأحسن وفقه الله تعالى لعرفانه، انتهى كلامه. (طب (?) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: إسناده حسن.

5181 - "الصيام جنة من النار، فمن أصبح صائماً فلا يجهل يومئذ، وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه، وليقل: إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". (ن) عن عائشة" (صح).

(الصيام جنة من النار فمن أصبح صائما فلا يجهل يومئذ) أظهر التجاهل ومعناه لم يعرف حقه بل أنزل به ما يكرهه من شتم وغيره ومنه بيت المعلقة (?):

ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا

والجهل منهي عنه مطلقاً وهو من الصائم أقبح. (وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه) مكافأة له على جهله مع أنه تعالى قد أباح له ذلك بقوله: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 148].

(وليقل: إني صائم) قيل: يقوله جهراً، وقيل: سراً؛ ليدفع هيجان غضبه بذكره لصومه. (والذي نفس محمد - صلى الله عليه وسلم - بيده لخلوف) بضم المعجمة، تغير ريح. (فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) وإذا كان هذا في تغير فمه فما ظنك بصلاته وعبادته، قال ابن جماعة فيه أن خلوف فم الصائم أفضل من دم الشهيد في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015