دخولهما إياها بغيره من شفاعة أو محض عفو، أو لا يدخلانها إلا بعد العذاب لهما، وقوله: (القدرية والمرجئة) بدل من لفظ صنفان، ويحمل أن يكون خبر مبتدأ كأنه قيل: من هم؟ فقال: هم القدرية والمرجئة ويكون استئنافاً بيانياً، وفي هذا الإيهام أولاً ثم التفسير ثانياً ما لا يخفى وذلك من نوع التوشيع، وتقدم بيان المراد بالمرجئة والقدرية (?). (طس (?) عن أنس) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير موسى بن هارون الفروي وهو ثقة.

قلت: لم أجده في الميزان ولا في المغني ولا في تقريب التهذيب.

5030 - "صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس، وإذا فسدا فسد الناس: العلماء والأمراء. (حل) عن ابن عباس (ض) ".

(صنفان من الناس) لم يقل من أمتي إشارة إلى جريان الحكم المذكور في غير أمته من سائر الأمم. (إذا صلحا) الصلاح خلاف الفساد وهو يجري في أمور الدين والدنيا، فالصلاح في الدين هو الوقوف عند أحكام الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - والتأدب بآدابها أمراً ونهياً وغيرهما، وفي الدنيا ملاحظة أمور العباد، ويتبع أقرب ما يكون معه إلى السداد. (صلح الناس) لأن الناس تبع لعلمائهم وأمرائهم. (وإذا فسدا فسد الناس: العلماء والأمراء) هو كالأولى في إعرابه ونكتته وهذا من أعلام النبوة (?):

وهل أفسد الناس إلا الملوك ... وأحبار سوء ورهبانها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015