صفة له لأنها ما اتصفت أمته بالحمادون إلا بهدايته - صلى الله عليه وسلم - لهم إلى ذلك. (يأتزرون على أنصافهم) على أنصاف سوقهم وتقدم في حرف الهمزة أول الكتاب من حديث ابن عمر وأنه - صلى الله عليه وسلم - رأى الملائكة تتأزر إلى أنصاف سوقها. (ويوضئون أطرافهم) كما أمرهم الله تعالى. (أناجيلهم في صدورهم) في القاموس (?) الإنجيل وتفتح وتؤنث، كتاب عيسى - صلى الله عليه وسلم - والمراد هنا القرآن وفيه ما يدل أنه سمي بالإنجيل قال المصنف في الإتقان (?): إن الحديث يدل على هذه التسمية للقرآن قال: إلا أنه لا يجوز ذلك أن يطلق عليه انتهى. وفي الفردوس أنه يقال الإنجيل لكل كتاب محفوظ فكل ثوب وافر السطور وبه وصف للأمة بأنهم يحفظون القرآن عن ظهر قلب وقد ورد أن غيره من كتب الله تعالى لا تحفظ كذلك وهذه صفات للنوع لا للأفراد (يصفون للصلاة كما يصفون للقتال) يحتمل أنه لم شرع هذه الكيفية في صفوف الصلاة في الشريعة الأولى ويحتمل خلافه وأنها من صفاتهم وإن اتفقت لغيرهم أيضاً (قربانهم الذي يتقربون به إليَّ) أي يطلبون به القرب إليه تعالى فإن التقرب إليه تعالى مطلوب في كل ملة كما فيما حكاه تعالى عن ابني آدم (دماؤهم) يحتمل أن المراد به الجهاد وبذلهم للأنفس تقربا إليه تعالى ويحتمل أن المراد ما شرعه تعالى من إراقة دماء النحر والهدايا (رهبان بالليل) جمع راهب من الرهب وهو الخوف فالمراد أنهم في الليل يعبدونه تعالى خوفا من عقابه ولا يعارضه حديث "لا رهبانية في الإِسلام" (?) فإنه نهى عن ترهب النصارى من ترك ملاذ الدنيا والعزلة عن أهلها وقضاء الأنفس ووضع السلسلة في العنق وغير ذلك فإنه المنهي عنه لأجوبة ولوازمه فإنه مأمور به

طور بواسطة نورين ميديا © 2015