(الشمس والقمر يكوران) في تفسير أبي السعود (?): {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1] لفت من كورت العمامة، إذا لففتها على أن المراد بذلك إما رفعها وإزالتها من مقرها فإن الثوب إذا أريد رفعه يلف لفا ويطوى ونحوه قوله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} [الأنبياء: 104] وأما لف ضوئها المنبسط في الآفاق المنتشر في الأقطار على أنه عبارة عن إزالتها والذهاب بها بحكم إسلام زوال اللازم لزوال الملزوم أو ألقيت عن فلكها كما وضعت النجوم بالانكدار من طعنه فكوره إذا ألقاه على الأرض، وعن ابن عباس تكويرها إدخالها في العرش. (يوم القيامة) ولم يأت في القرآن إلا الإعلام بتكوير الشمس.
نكتة شريفة: قال ابن القيم (?) في بعض كتبه: قرأ قارئ: {وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} الآيات وفي الحاضرين أبو الوفاء بن عقيل فقال له قائل: يا سيدي هب أنه نشر الموتى للبعث والحساب وزوج النفوس بقرنائها للثواب والعقاب فلم هدم الأبنية وسير الجبال ودك الأرض وفطر السماء ونثر النجوم وكور الشمس فقال: إنما بني الدار للسكنى والتمتع وجعلها وجعل ما فيها للاعتبار والتفكر والاستدلال عليه بحسن التأمل والتذكر فلما انقضت مدة السكنى وأخلاهم من الدار خربها للانتقال منها فأراد أن يعلمهم بأن الكونين كانت معمورة لهم وفي إحالة الأحوال وإظهار تلك الأهوال بيان القدرة بعد بيان العزة وتكذيب لأهل الإلحاد وزنادقة المنجمين وعباد الكواكب والشمس والقمر والأوثان فيعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين، فإذا رأوا منازل آلهتهم قد انهدمت ومعبوداتهم قد انتثرت وانفطرت ومحالها قد تشققت ظهرت فضائحهم وتبين كذبهم وظهر