وأسمائه وصفاته وأفعاله، وشرك في عبادته ومعاملته لا في ذاته وصفاته والأول نوعان: شرك تعطيل وهو أقبح أنواع الشرك لتعطيل المصنوع من صانعه وتعطيل معاملته مما يجب على العبد من حقيقة التوحيد، وهذا ثاني الأولين ومن الشرك من جعل معه إلهًا آخر ولم يعطل، والثاني وهو الشرك في عبادته أخف وأسهل فإنه يعتقد التوحيد لكنه لا يخلص معاملته وعبوديته بل يعمل لحظ نفسه تارة ولطلب الدنيا والرفعة والجاه أخرى فلله من عمله نصيب ولنفسه وهواه نصيب وللشيطان نصيب وهذا حال أكثر الناس وهو الذي أراده المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فإذا عرفت هذا فالشرك نوعان: جلي: وهو عبادة الصنم ليقربه إلى مولاه وخالقه، وخفي: بين ذلك - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (أن يعمل الرجل لمكان الرجل) أي يعمل لطاعة الله لأجل يراه ذلك الإنسان أو يبلغه عنه حسن حاله وسماه شركا لأنه قد شاب عبادة الله نغيرها وظاهره أنه لا يحمله على العمل إلا رؤية ذلك الإنسان فأما لو قصده مع عبادة الله فكذلك أيضاً. (ك) (?) عن أبي سعيد) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي ولذا رمز المصنف لصحته.
4916 - "الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا". الحكيم عن ابن عباس.
(الشرك في أمتي) أي ثابت فيها وهو: (أخفى من دبيب النمل على الصفا) أي من أثر دبيبها فإنه لا أثر له في الصفا أو من سماعه فإنه لا يسمع فكذلك الشرك الخفي لا يدركه الغير من قاصده أو لا يدركه فاعله فيتحذر عنه ويحترز عن أسبابه، قال الغزالي (?): ولذلك أي لخفائه عجز عن الوقوف على غوائله سماسرة العلماء فضلاً عن عامة العباد وهو من أواخر غوائل النفس وبواطن