قلت: والمراد هنا هو الأوَّل لقوله (فإنَّه ينظر بنور الله) ولقوله: "المؤمن فإن التعلمي" يعرفه المؤمن والكافر، والمعنى: احذروا إتيان ما تكرهون أن يعرفه المؤمن من أفعالكم، وفي كلام "نهج البلاغة": اتقوا ظنون المؤمنين فإن الله تعالى جعل الحق على ألسنتهم.

فإن قلت: فهل يعمل بالفراسة في الأحكام الشرعية؟

قلت: قد حققنا في الجزء الأول من التحبير شرح التيسير أنَّه لا يعمل به، وانَّما هو من القرائن واللوث ونحو ذلك يكون سببًا للبحث وفي كلام بعض السلف: ظن المؤمن كهانة، وفي شعر أوس بن حجر (?):

الألمعي الذي يظن لك الظن ... كأن قد رأى وقد سمعا

وفي شعر أبي الطيب (?):

ذكي تظنيه طليعة عينة ... يرى قلبه في يومه ما ترى غدا

(تخ ت عن (?) أبي سعيد) وتمامه عند الترمذي: ثم قرأ {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: 75] قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، رمز المصنف لضعفه، وكأنه لما قاله الترمذي فإنه قال بعد إخراجه: هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه، وقد روي عن بعض أهل العلم في تفسير هذه الآية {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} قال: للمتفرسين انتهى بلفظه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015