في بيانهم: (أبناء الثمانين والتسعين فإني واقف يوم القيامة فقائل لهم: أدخلوا من أحببتم الجنة) فهذا تشفيع لهم في غيرهم ويعلم أنه قد غفر لهم بالأولى هكذا فيما قوبل على خط المصنف رحمه الله قيل: وفي نسخة وافقهم وهي الأولى قال القاضي: المغفرة هنا التجاوز عن صغائرهم وأن لا يمح حسناتهم بالذنوب لا أن يصيروا فيه كلهم مغفورا لهم غير معذبين توفيقًا بينه وبين ما دل عليه الكتاب والسنة في أن الفاسق من أهل القبلة يعذب بالنار لكنه لا يخلد، وقال الطيبي: المراد أنهم لا يجب عليهم الخلود بل تنالهم الشفاعة وعصاة هذه الأمة من عذب منهم نقى وهذب ومن مات على الشهادتين يخرج من النار وتنالهم الشفاعة وإن اجترحوا الكبائر. (أبو الشيخ (?) عن عائشة) ورواه الديلمي أيضاً.
4585 - "سألت الله أن يجعل حساب أمتي إلي؛ لئلا تفتضح عند الأمم، فأوحى الله عَزَّ وَجَلَّ إلي: يا محمَّد: بل أنا أحاسبهم: فإن كان منهم زلة سترتها عنك، لئلا تفتضح عندك". (فر) عن أبي هريرة.
(سألت الله أن يجعل حساب أمتي إلي) أي لا يحاسبون على رؤوس الأشهاد وفيه أن غيرهم يحاسب كذلك. (لئلا تفتضح عند الأمم) أي بكثرة ذنوبها وفيه محبته - صلى الله عليه وسلم - ستر أمته وطي قبائحها. (فأوحى الله عَزَّ وَجَلَّ إلى: يا محمَّد: بل أنا أحاسبهم) من غير اطلاع أحد. (فإن كان منهم زلة سترتها) أي عن كل أحد حتى: (عنك) مع شفقتك بهم. (لئلا تفتضح عندك) وهذا نهاية الكرم الإلهي والجود الرحماني قوبل به عناية الشفقة النبوية والرحمة المحمدية ومحبته لستر الأمة ولذا وصفه الله بأنه رؤوف رحيم، قال ابن العربي: المصطفى كسائر المسلمين في أصل الإجابة في أنه يجوز أن يعطى ما دعا فيه وأن يعرض عما سأل انتهى.