الضحك يميت القلب) يخرجه عن حياته، وذلك لأن حياة القلب في استعماله لما خلق له من معرفة الله، والإقبال عليه، والسكون إلى ذكره، والتلذذ بمناجاته، فلا حياة له ولا إنارة إلا بهذا، وكثرة الضحك لا تنشأ إلا عن الإعجاب بالأمور الدنيوية، والسرور بها، ووفور محبتها، والرغبة فيها، والقلب لا يتسع إلا لمحبوب واحد، فموت القلب هو خلوه عن ذكر الله، وإنارته بحبه وتعظيمه وخوفه ورجائه، ولما كان البشر لا يخلو عن إعجاب يتولد عنه ضحكه عفى الله عن قليله لطفاً منه بعباده، فلم يجعله مميتًا للقلب (حم ت (?) هب عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال الترمذي: غريب، وقال المنذري: وبقية إسناده فيه ضعيف.
119 - " اتق دعوة المظلوم؛ فإنما يسأل الله تعالى حقه، وإن الله تعالى لن يمنع ذا حق حقه (خط) عن علي (ض) ".
(اتق دعوة المظلوم) هذا نهي عن المسبب، والمراد النهي عن السبب وهو الظلم، إلا أنه أقيم المسبب مقام سببه مجازًا، والنكتة في إيثاره على الحقيقة، ولم يقل: اتق الظلم للإشارة إلى أن المظلوم له ناصر يجيبه إذا دعاه، ويلبيه إذا ناداه، ويغيثه إذا استغاث به، ويأتي أن دعوة المظلوم لا ترد، ولو كان كافرًا (فإنما يسأل الله حقه) وهو إنصافه من ظالمه (وأن الله تعالى لن يمنع ذا حق حقه) أفاد أن دعوته مجابة وأنه طالب لحقه الذي لا يمنع عنه (خط (?) عن علي) رمز المصنف