(ذاكر الله في الغافلين) أي الذاكر بين جماعة غافلين عن الذكر، قال النووي (?): واعلم أن فضيلة الذكر غير منحصرة في التسبيح والتهليل والتكبير ونحوها بل كل عامل لله بطاعة فهو ذاكر لله، غدا قاله سعيد بن جبير - رضي الله عنه - وغيره، وقال عطاء -رحمه الله- مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام كيف يشتري ويبيع ويصلي ويصوم ويحج وينكح ويطلق وأشباه هذا انتهى.
قلت: إن أريد أن الأجر في الذكر كالأجر في الطاعات فالأجر لا يعرف تفاضله ولا مقداره إلا بالتوقيف وإنه إذا أطلق الشارع الذكر والثناء عليه فهو شامل لكل طاعة كما هو ظاهر مراد القائل وهذا يبعده أنه ورد الذكر مع الطاعات قسما مستقلا في الآيات والأحاديث مثل {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} إلى قوله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} [الأحزاب: 35] بعد عدد أنواع من الطاعات ومثل ما سلف في آخر الهمزة "إني رأيت البارحة ... " الحديث بطوله وفيه خصال من الطاعات لكل منها شيء من الأجر وخص الذكر بدفعه احتواش الشياطين عن الذكر "قال رأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله فطرد الشياطين عنه" (?) وفي الحديث الآخر أن الذاكر أفضل من المنفق الذهب والفضة في سبيل الله ومن المجاهد الذي ينقطع سيفه، وبالجملة فالأحاديث والآيات ماضية بأن الذكر نوع من الطاعات مغاير لها لأنه شامل لكل طاعة والله اعلم بالمراد. (بمنزلة الصابر في الفارين) في الجهاد للعدو، فالذاكر قاهر لجند الشيطان وهازم له والغافل مقهور وفار عن مجاهدة عدوه. (طب) (?) عن ابن مسعود) أي في الكبير وأخرجه في الأوسط