4102 - " خُيّر سليمان بين المال والملك والعلم، فاختار العلم، فأعطي الملك والمال لاختياره العلم". ابن عساكر (فر) عن ابن عباس.
(خُيّر سليمان) بتشديد التحتية مجهولا أي خيره الله تعالى: (بين) إعطائه له: (المال والملك) هو التلبس بشرف الدنيا والاستئثار بخيرها. (والعلم) أي فهم ما جاء من عند الله من كتبه وأحكامه ومعارفه أي خيره الله أحد الثلاثة. (فاختار العلم) كما اختار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللبن لما خير ليلة الإسراء بينه وبين الخمر. (فأعطي الملك والمال) أي مع العلم. (لاختياره العلم) أي كان اختياره العلم سببا لإعطائه الأمرين تبعًا له؟
إن قلت: في القرآن أنه طلب الملك.
قلت: يمكن أنه طلبه ثم خيّر بينه وبين العلم [2/ 477] والمال فاختار الأنفس منهما وإن كان قد طلب غيره ويحتمل أنه لما أعطى العلم سأل الله الملك لأنه بالعلم عرف أنه تعالى الوهاب لكل خير وعلم ما في الملك من فوائد الدين روي أن معسكره كان مائة فرسخ في مائة خمسة وعشرون للجن ومثلها للإنس ومثلها للطير ومثلها للوحش وكان له ألف بيت من قوارير فيها ثلاثمائة منكوحة وسبعمائة سرية وبساط من ذهب وأبريسم يوضع عليه كرسيه وهو من ذهب وحوله ستمائة ألف كرسي فيقعد على الذهب والعلماء على الفضة وحولهم الناس وحولهن الجن ويظلهم الطير وترفع الصبا البساط فيسير مسيرة شهر في لحظة انتهى، والحديث فيه بيان شرف العلم وإن غيره تبعاً له، وأنه هبة من الرب يهبه لمن يشاء.