وابن حبان والحاكم من حديث ابن عمرو: "أن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاء ما بين المشرق والمغرب" (?) فإنه مناد على أنه نور حقيقي ومن البعيد أن يكون نوراً غير حقيقي فإنه صريح في أنه حقيقي وفي أن سبب الطمس إثم الذنوب قال الطبري: في بقائه أسود عبرة لمن تبصر فإن الخطايا إذا أثرت في الحجر ففي القلب أشد، وروى الجنيد في فضائل مكة بسند ضعيف عن ابن عباس: إنما غير بالسواد لئلا ينظر أهل الدنيا إلى زينة الجنة. (حم عد هب) (?) عن ابن عباس).
3786 - "الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيضا كالماء، ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برئ ". (طب) عن ابن عباس.
(الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره) إن قيل تقدم حديث ابن عمرو في أن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة ... الحديث ذكرناه آنفا فكيف قيل: وما في الأرض من حجارة الجنة غيره.
قلت: يحتمل أن المراد ليس فيها غيره من الأحجار التي تعود إليها وترفع بخلاف المقام فقد يفنيه الله تعالى مع فناء الأرض وذلك لأن الحجر الأسود يرفع ليشهد لكل من استلمه، ويحتمل أن المراد من كونهما من ياقوت الجنة أنهما يرفعان إليها فأما الحجر الأسود فلأن أصله منها وأما المقام فإكرام من الله