قلت: كأنه لما يجر إليه من شكر نعمة الله تعالى والاعتراف بأياديه.
فائدة: قال الراغب (?): نبه بهذا الخبر على أن غاية معرفة الإنسان لربه أن يعرف أجناس الموجودات جواهرها وأعراضها المحسوسة والمعقولة ويعرف أثر الصنعة فيها وأنها محدثة وأن محدثها ليس إياها ولا مثلا لها بل هو الذي يصح ارتفاع كلها مع بقائه ولا يصح بقاؤها وارتفاعه ولما كان معرفة العالم كله تصعب على المكلف لقصور الأفهام عن بعضها واشتغال البعض بالضروريات جعل تعالى لكل إنسان من ذاته وبدنه عالمًا صغيرًا أوجد فيه كل ما هو موجود في العالم الكبير ليجري ذلك من العالم مجرى مختصر عن كتاب بسيط يكون مع كل أحد نسخة يتأملها حضرا وسفرا وليلا ونهارا فإن نشط تفرغ للتوسع في العلم نظرا في الكتاب الكبير الذي هو العالم فيطلع منه على [2/ 321] الملكوت ويقدر علمه وإلا فله مقنع بالمختصر {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21] انتهى. (ولا تفكروا في الله). أبو الشيخ (طس عد هب) (?) عن ابن عمر) قال البيهقي هذا إسناد فيه نظر، قال الحافظ العراقي: قلت فيه الوازع بن نافع متروك.
3334 - "تفكروا في خلق الله، ولا تفكروا في الله". (حل) عن ابن عباس.
(تفكروا في خلق الله) قال الجنيد (?): أشرف المجالس وأعلاها الجلوس مع الفكرة في ميدان التوحيد انتهى، إن في الليل والنهار عجائب نهار يحول وليل يزول وشمس تجري وقمر يسري وسحاب مكفهر وبحر مستطر وخلق يموت