هكذا أن يولى على الأبرار مثلهم أبرار. (وفجارها أمراء فجارها) والأمر معتبر بأغلب الأمة، قال ابن الأثير: على جهة الإخبار عنهم لا على طريق الحكم عليهم وهو نظير حديث: "كما تكونوا يولى عليكم" قال ابن حجر (?): فوقع مصداق ذلك لأن العرب كانت تعظم قريشاً لسكناها الحرم فلما بعث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ودعا إلى الله توقف غالب العرب عن اتباعه وقالوا: ننظر ما يصنع قومه فلما فتح مكة وأسلمت قريش اتبعوه ودخلوا في دين الله أفواجاً واستمرت الخلافة والإمارة فيهم.
وصارت الأبرار تبعًا للأبرار والفجار تبعًا للفجار. (وإن أمرت عليكم قريش عبداً حبشياً مجدعاً) بميم ودال مشددة مقطوع الأنف أو غيره (فاسمعوا له وأطيعوا) في كل أمر. (ما لم يخير) الأمير. (أحدكم بين إسلامه) أي ترك إسلامه. (وضرب عنقه فإن خير، بين إسلامه وضرب عنقه فليقدم عنقه) فإنه لا يؤثر على إسلامه شيء من نفس ولا مال.
واعلم: أنه قد اختلف الناس اختلافاً كبيراً في منصب الأمة بما هو معروف في محله. (ك هق) (?) عن علي - رضي الله عنه -) رمز المصنف بالصحة على الحاكم؛ لأنه قال صحيح إلا أنه تعقبه الذهبي، فقال: حديث منكر، وقال الحافظ ابن حجر: حسن لكن اختلف في رفعه ووقفه ورجح الدارقطني وقفه وقال: قد جمعت حديث الأئمة من قريش في جزء ضخم عن نحو أربعين صحابياً فقال العلائي: لم أجده ذهول، قال السبكي: وفي الصحيحين معناه والذي فيهما: "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقى في الناس اثنان" قال ابن حجر: وفيهما: "الناس تبع لقريش".