مؤمن، (ولا تبتدروا الإمامة) لأنه ما يصلح إمامة كل مؤمن، بل قد اعتبر الشارع لمن يؤمّ شرائط وأوصاف: من كونه أقرأهم ونحوها مما يأتي، ولأن ابتدار الأذان لا مفسدة فيه بخلاف بابتدار الإمامة، فإنه قد يتقدم من ليس بأهل على من هو أهل لها, ولأن ابتدار الأذان لا خلل فيه، ولا تفريق لجماعة المسلمين بخلاف ابتدار الإمامة (ش عن يحيى (?) بن أبي كثير مرسلاً) وهو ابن منصور اليمامي أحد الأعلام العباد أرسل عن أنس وغيره، وله شواهد.
43 - " ابتغوا الرفعة عند الله: تحلم عمن جهل عليك، وتعطي من حرمك (عد) عن ابن عمر" (ض).
(ابتغوا) هو بالغين المعجمة اطلبوا (الرفعة) بكسر الراء هي علو الدرجة (عند الله) وفي الكبير: أنه لما قال صلى الله عليه وسلم الرفعة، قالوا: وما هي يا رسول الله، قال: (تحلم) بضم اللام من الحِلم بكسر الحاء المهملة وهي جملة استئنافية، وقعت جوابًا عن السؤال، فهو مرفوع لا مجزوم، لأنَّه ليس جوابًا للأمر ولذا عطف عليه، وتعطي مرفوعًا، والحلم العقل، والمراد هنا لازمه وهو الوقار وأنه لا يستفزه الغضب (عمن جهل عليك وتعطي من حرمك) مقابلة للسيئة بالحسنة، وذلك مما يوجب الرفعة عند الله في الدارين (عد عن ابن (?) عمر) رمز المصنف