وسيأتي أحاديث في هذه الآية في هذا الكتاب (جمعه أبو الشيخ) (?) هو حافظ أصبهان ومسند زمانه محمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان الأصبهاني، صاحب التصانيف السائرة, يعرف بأبي الشيخ، ولد سنة أربع وتسعين ومائتين، كتب العالي والسافل، ولقي الكبار، كان مع سعة علمه وغزارة حفظه خيرًا صالحًا قانتًا لله، صدوقًا، حدث عنه أبو نعيم وابن مردويه وغيرهما، قال أبو نعيم: كان أحد الأعلام صنَّف التفسير والأحكام، توفي في المحرم سنه تسع وستين وثلاثمائة رحمه الله.
(في الثواب عن أنس) (?) رمز المصنف لحسنه، وكأنه لاعتضاده بشواهد، وإلا ففيه ابن أبي فديك عن سلمة بن وردان، وسلمة ضعيفٌ.
22 - " آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم (تخ هـ ك) عن ابن عباس (صح) ".
(آية ما بيننا وبين المنافقين) علامة الفرق بين أهل الإيمان, وأهل النفاق، ويأتي تفسير المنافق أنهم أي المنافقين (لا يتضلعون) بالضاد المعجمة وتشديد اللام، في القاموس (?): تضلع امتلأ شبعًا، وريًّا؛ حتى بلغ الماء أضلاعه، وذلك لأنه لا يمتلئ ويستكثر من زمزم إلا المؤمن؛ لأنه يرغب فيما يحبه الله ورسوله، والمنافق على الضد من ذلك، وذلك لأن ماء زمزم فيه شيء من الملوحة، فلا يحمل على التضلع منه إلا الإيمان, ولما كانت هذه العلامة من الأمور المحسوسة، المشاهدة، نص عليها صلى الله عليه وسلم ويأتي للمنافق علامات أُخر (تخ 5 ك