وقوله: "رجل في عينيه بياض" (?) وغير ذلك ولا يمزح في أحكام الدين فإنه جهل لا يجوز عليه ولذا قال موسى لقومه لما قالوا: {قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [البقرة: 67] قالوا: معناه فأمزح في أحكام الدين. (طب) عن ابن عمر، (خط) (?) عن أنس)، قال الهيثمي: إسناد الطبراني حسن.
2614 - "إني وإن داعبتكم فلا أقول إلا حقاً". (حم ت) عن أبي هريرة.
(إني وإن داعبتكم) المداعبة الممازحة والملاطفة (فلا أقول إلا حقاً) قاله لما قالوا له إنك تداعبنا يا رسول الله والمداعبة محبوبة في مواطن مخصوصة فليس في كل أوان يحسن المزاح ولا في كل حين يحسن الجد كما قيل:
أهازل حيث الهزل يحسن بالفتى ... وإني إذا جد الرجال له واجد
قال الراغب: المداعبة والمزاح إذا كان على الاقتصاد محمود والإفراط فيه يذهب البهاء ويجرئ السفهاء وتركه يقبض المؤانس ويوحش المخالط لكن الاقتصاد منه صعب لا يكاد يوقف عليه ولذلك يخرج عنه أكثر الحكماء حتى قيل المزاح مسلبة للبهاء مبطنة للإخاء فلا يفتح إلا الشر (حم ت) (?) وحسنه عن أبي هريرة، وقال الهيثمي: إسناد أحمد حسن.
2615 - "إني لأعطي رجالا وأدع من هو أحب إلى منهم لا أعطيه مخافة أن يكبوا في النار على وجوههم". (حم ن) عن سعد.