يستاك وكلاهما سأل فقال: "يا أبا موسى أما شعرت أنهما يطلبان العمل" فذكره وفي رواية للشيخين عنه أيضًا دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا ورجلان من بني عمي فقال أحدهما: يا رسول الله أمرنا على بعض ما ولاك الله، وقال الآخر مثل ذلك، فقال: "إنا والله لا نولي هذا العمل أحدًا سأله أو أحدًا حرص عليه" ووجهه أنه لا يطلب الإمارة إلا راغب في الشرف والمال حريص عليهما وهما أفسد لدين المرء من ذئبين ضاريين في زريبة غنم كما ثبت ذلك عنه - صلى الله عليه وسلم -، والراغب فيما يفسد دينه لا يولى على أحكام الإِسلام.

ولقد عكس ملوك الدنيا هذا الهدي النبوي فلا يولون إلا من رغب وحرص وبذل الرشا وخضع للشفعاء فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا يقال قد سأل يوسف الصديق الإمارة بقوله: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ} [يوسف: 55] لأنا نقول هو نبي حقه أن لا يكون على يده يد فتوصل إلى التصرف الشرعي في ثبوت الأموال وإلى رفع يد من لا ولاية له أصلًا بذلك فما هو سؤال للإمارة ممن هو أمير بل إزالة ليد العدوان والاغتصاب عما وقعت عليه من مال الله الذي لا حق لها فيه وشبهه قيام دعاة الحق على الخونة من الظالمين. (حم ق د ن) (?) عن أبي موسى).

2508 - "إنا لا نقبل شيئًا من المشركين" (حم ك) عن حكيم بن حزام (صح).

(إنا لا نقبل شيئًا من المشركين) سببه عن راويه قال: كان محمَّد أحب الناس إلي في الجاهلية فشهدت الموسم فشريت حلة لذي يزن بخمسين دينارًا لأهديها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدمت بها المدينة فأردت أن يقبضها هدية فأبى وقال: "إنا لا نقبل" فذكره وتمامه: "ولكن إن شئت أخذناها بالثمن" فأخذها منه، وفيه أنه لا يقبل هدية مشرك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015