(إن لإبليس مردة) بزنة قردة جمع مارد العاتي (من الشياطين يقول لهم) مغرياً لهم على الإغواء عليكم (بالحجاج والمجاهدين) أي الخارج إليهما أو القادم أو العائد منهما ليأتي ما يبطل به أجره (فأضلوهم عن السبيل) أي عن طريق الحج والجهاد بتهويل ذلك عليهم وتذكيرهم فراق الأوطان والأموال والأولاد ونحو ذلك، فلا يتم خروجهم وإن أخذوا فيه أو يضعف عزمهم حتى يتركوا الخروج أو عن سبيل الخير فلا يحافظون على حفظ ما أتوا به من حج وجهاد، وهو تحذير للحاج والمجاهد عن الوسواس الذي يعرض له فيمنعه عن مقصده وأنه أزله بدفعها. (طب) (?) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف فيه شيبان بن فروخ، قال الذهبي في المغني (?): ثقة مشهور، وقال أبو حاتم: كان يرى القدر اضطر الناس إليه، وقال أبو زرعة: صدوق.

2380 - "إن لجهنم بابا لا يدخله إلا من شفا غيظه بمعصية الله". ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن ابن عباس.

(إن لجهنم) قال القاضي: علم لدار العقاب، وهي في الأصل مرادف للنار، وقيل مقرب. (بابا) نكرة للتعظيم أي عظيم المشقة أو ذا نوع منها (لا يدخله إلا من شفا غيظه) أي غضبه (بمعصية الله) أي بإيصاله المكروه إلى من أغاظه بما لا يحل له شرعاً، جعل الغيظ كالداء؛ لأنه مثله في إزعاج الخاطر ودواءه إيصال المكروه إلى عدوه؛ فإنه يبرأ به غيظه، وفيه أنه يجوز شفاء الغيظ بما يحل كأن يشفى من رمى بالزنا مثلا من راميه بالحد الشرعي، وأن الانتصاف بما لا يحل قولا أو فعلا من أشد المعاصي وأثه صار معتديا عاصياً لله تعالى. (ابن أبي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015