قلت: لا فإنه تعالى يلقي في قلوبهم القنوع بما أعطوا ويعلمون أنه أكثر مما يستحقونه ويعلمون أن أولئك أحق منهم بعلو المكان وأنهم لا يستحقون ما يستحقه أولئك من تلك المنازل، ويملأ الله قلوبهم بالرضا ليجعل رؤيتهم ما أعطي غيرهم لذة لهم.
إن قلت: قد قال تعالى: {وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ} [يس: 57] {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الزخرف: 71] فلو اشتهى الأسفلون مساواة الأعليين في الغرف والرفعة.
قلت: جوابه جواب من قال لو أراد أهل الجنّة القبائح مثل إتيان المذكور وهو أنه تعالى يخلق لهم صارفًا عن هذه الإرادة؛ ويرزقهم علمًا مانعًا عن طلبها وإلا لزم أن يكون الناس في درجة واحدة واستوى الأنبياء وغيرهم.
إن قلت: فلا يبقى فرق بين القبيلتين إذ الكل قانع بما هو فيه ملتذ غير متنغص.
قلت: الفرق مثل الصبح ظاهر أهل الدرجات العلى لهم أكمل النعيم وأطيبه {وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا} [الإسراء: 21] وأولئك يقنعون بما أوتوا عالمين أن غيرهم أعظم منهم نعمة لكنهم لا يتنغصون بتفضيل أولئك. (حم ت هـ حب) عن أبي سعيد (طب) عن جابر بن سمرة، ابن عساكر عن ابن عمر، (ق) (?) عن أبي هريرة).
2226 - "إن أهل عليين ليشرف أحدهم على الجنّة فيضيء وجهه لأهل الجنّة كما يضيء القمر ليلة البدر لأهل الدنيا وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما". ابن