والإبل. (في النار) والمراد أنهما يمثلان لعبدتهما بذلك ويدخلان النار ويتبعهما عبدتهما كما قال تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 98] وإلا فنفس النيران لا يعذبان وإنما يمثل لكل أمة ما عبدت ثم تلقى هي ومعبودها في النار. (الطيالسي ع) (?) عن أنس) بن مالك.
2010 - "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله يخوف الله بها عباده، فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم". (خ ن) عن أبي بكرة (ق ن هـ) عن أبي مسعود (ق ن) عن ابن عمر (ق) عن المغيرة (صح).
(إن الشمس والقمر لا ينكسفان) الكسوف: التغير إلى السواد ومنه كسف وجهه أي تغير، والخسوف النقصان، وفي النهاية (?): الكثير في اللغة -وهو الاختيار عند الفراء - أن يكون الكسوف للشمس والخسوف للقمر انتهى.
فعليه هو هنا تغليب لصفة الشمس لشرفها. (لموت أحد) لأجل موته وعظم موقعه في العالم العلوي. (ولا لحياته) لأجل ولادته أو إماتته من ألم وإنما خص الموت؛ لأن سبب الحديث أنها كسفت الشمس يوم موت إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال الناس: كسفت الشمس لموت ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرد ذلك عليهم، وذكر الحياة استطرادًا عند ذكر ضدها لنكتة ذكرناها في حواشي فتح الباري.
ثم ذكر القمر استطرادًا وإلا فإن السبب إنما هو كسوف الشمس. (ولكنهما آيتان) أي كسوف كل واحد آية إذ الكلام فيه. (من آيات الله) من علامات قدرته وبطشه. (يخوف بهما) بكسوفهما. (عباده) بتغييرهما وهما خلقان نيران ولا تكليف عليهما بل هما مسخران بقدرته لإضاءة العالم فتغييرهما بمحو نورهما