سعيد؟ ذكر أو أنثى؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه (حم ق) عن أنس (صح) ".

(إن الله تعالى وكّل) جعله وكيلاً قائمًا بأمرها (بالرحم) ككتِف: بيت منبت الولد كما في القاموس (?) (ملكًا يقول: أي) بفتح الهمزة وسكون المثناة التحتية حرف نداء (ربّ نطفة) أي الماء المدلول عليه بالسياق فإن المراد وكل بها إذا أراد أن يخلق منها خلقًا والنطفة بالضم ماء الرجل استفهام من الملك للرب أي أهو نطفة فأكتبها؛ فإنه لا يعلم ما في الأرحام إلا الله وإنما الملك موكل بالحفظ والكتابة ومثله ما بعده من قوله (أي ربّ علقة) بتحريك اللام الدم الغليظ (أي ربّ مضغة) بالضم بضعة من لحم وقد بين حديث ابن مسعود عند الشيخين أن مدة كل واحد [1/ 511] من هذه الأطوار أربعين يومًا (فإذا أراد الله أن يقضي خلقها) أي المضغة لأنها آخر الأطوار، والمراد بالقضاء إمضاء خلقها وذلك بنفخ الروح فيها كما بينه حديث ابن مسعود أيضًا وذلك بعد مائة وعشرين يومًا (قال أي رب شقي أو سعيد) أي أهو شقي فأكتبه أو سعيد فكذلك (ذكر أو أنثى) وهو استفهام عما يكتبه كما بينه حديث ابن مسعود حيث قال بعد ذلك: ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيد وبينه آخر الحديث هنا (فما الرزق) أي قليل أو كثير (فما الأجل) طويل أم قصير (فيكتب) أي ما ذكر (كذلك) أي كما أمر الله به (في بطن أمه) حال من نائب فاعل يكتب أي يكتب حال كون الولد في بطن أمه وتمام حديث ابن مسعود: "فوالذي لا إله إلا هو إن أحدكم ليعمل عمل أهل الجنة حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل عمل أهل النار فيدخلها"، وقال مثل ذلك في العامل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015