(إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض) من طيبها وخبيثها ومختلف ألوانها (فجاء بنوا آدم على قدر الأرض) أي في الألوان كما عده في الألوان الثلاثة [1/ 492] جاء (منهم الأحمر) كالتركي (والأبيض) كالعرب (والأسود) كالحبشة (وبين ذلك) لون غير متمخض إلى أحد الثلاثة بل يأخذ من كل منها ومن أحدها وأصول الألوان عند المتكلمين خمسة هذه الثلاثة والصفرة والخضرة وكأنه ليس في ألوان الأرض من هو خالص إلى هذين اللونين فلذا لم يعدهما في الحديث بل الموجود الثلاثة (والسهل) في الطباع كسهل الأرض (والحزن) فيها وهو ما غلظ من الأرض (والخبيث) في طباعه وأحواله كالأرض الخبيثة التي لا يخرج منها إلا نكدًا (والطيب) المأخوذ من الأرض الطيبة التي يخرج نباتها بإذن ربها (وبين ذلك) من الطيب والخبيث وكان مقتضى خلق آدم منها كلها أن يكون كل من هذه الألوان والطباع فيه وفي بنيه إلا أنه كان غلب على كل نوع من بنيه لون ولا مانع من اجتماعها في آدم وإن كان غالب لونه الأدمة لكنه فيه غلب ما طاب على ما خبث لأنه عجنه بماء الجنة كما يأتي وكأنه خصه بأثر ذلك فيه وإلا فإن بنيه من طينته وماء الجنة في جبلتهم (حم د ت ك هق عن أبي موسى) (?) رمز المصنف لصحته.

1729 - "إنَّ الله تعالى خلق الخلق فجعلني في خير فرقهم، وخير الفرقتين، ثم تخير القبائل فجعلني في خير قبيلة، ثم تخير البيوت فجعلني في خير بيوتهم. فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً (ت) عن العباس بن عبد المطلب ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015