طلابه لكان لا ينفع ولا ينتفع كالأرض الجدبة فسبحان من الخير كله بيده خلق فاعل المعروف ثم حببه إليه ثم وجه إليه طلابه ثم يسر له ما يسدي به المعروف فإن تيسير إعطائه لا يكون إلا بإعطائه تعالى لما يسدونه إلى عباده من أفضاله ولذلك شبه تيسير الإعطاء بتيسير الغيث، ولك أن تجعل [1/ 487] المصدر أعني أعطاه بمعنى المفعول أي المعطى (وأن الله تعالى جعل للمعروف أعداء من خلقه) يسرهم للعسرى لما علمه منهم من قبيح النيات (وبغض إليهم المعروف وبغض إليهم فعاله وحظر) منع (عليهم إعطاؤه كما يحظر الغيث عن الأرض الجدبة ليهلكها) بالجدب والقحط فلا يبقى لها ثمن ولا ثمر (ويهلك به أهلها) إخبار بأن من منع إجراء الخير على يديه قد أريد هلاكه ولذا قال (وما يعفو الله أكثر) عن عباده {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ} [فاطر: 45] (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن أبي سعيد) بإسناد ضعيف لكن له شواهد (?).

1708 - "إن الله تعالى جعل السلام تحية لأمتنا، وأمانا لأهل ذمتناً (طب هب) عن أبي أمامة".

(إن الله تعالى جعل السلام) أي قول القائل: السلام عليكم (تحية لأمتنا) في القاموس (?): التحية السلام، إن قلت: كيف هذا التركيب في الحديث فإنه حمل الشيء على نفسه.

قلت: التحية أعم لأنها الدعاء بالحياة والملك فقولهم: حياك الله أبقاك أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015