(وأنا البائس) الذي اشتدت ضرورته (الفقير)

المحتاج إليك في في جميع أحوالي (المستغيث) المستعين المستنصر بك (المستجير) بك من غضبك وعذابك (الوجل) الخائف (المشفق) الحذر (المقر) المعترف (بذنبه) توسل بهذه الصفات الثمان المتقاربة في معانيها تلطفًا وإظهارًا لحاجته ثم عقبها بطلب ما يريده فقال: (أسألك مسألة المسكين) الخاضع الضعيف (وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل) الذي أذلته ذنوبه وخطاياه (وأدعوك دعاء الخائف الضرير) في القاموس (?) أنه الذاهب البصر جمعه أضِرَّاء والمريض المهزول وهي: بهاء وكلما خالطه ضَرٌّ انتهى.

والمراد هنا الأخير وهذه الصفات ناظرة إلى تلك الأربع القرائن التي وصف بها نفسه وهي ثمان عدًا وإنما وقع في الترتيب مخالفة كأنه يقول كما كنت بائسا فقيرًا فأسألك مسألة المسكين ولما كنت مذنبًا فأبتهل إليك ابتهال المذنب ولما كنت مستغيثًا مستجيرًا فأسألك سؤال الذليل إلا أنه جمع ما بين القرينتين في قرن ولما كنت وجلًا مشفقًا فأسألك سؤال الخائف (من خضعت لك رقبته) من خضع كمنع تطامن وتواضع أي المسكين الذي خضعت لك رقبته وهذه الأربع صفات ناظرة إلى الأربع الأول فهذا يناسب البائس الفقير (وفاضت لك عبرته) يناسب المستغيث المستجير (وذل لك جسمه) يناسب الوجل المشفق (ورغم لك أنفه) أي ذل والتصق بالرغام التراب وهو يناسب المقر المعترف بذنبه (اللَّهم لا تجعلني بدعائك شقيًا) غير مجاب الدعوة فإن الشقي لا يجاب له دعوة ولذلك قال زكريا: {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} [مريم: 4]، (وكن بي رءوفًا رحيماً) ملتصقاً بي أثار صفة رأفتك ورحمتك (يا خير المسؤولين ويا خير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015