1396 - "أكثروا الصلاة علي في الليلة الغراء واليوم الأزهر فإن صلاتكم تعرض علي (هب) أبي هريرة (عد) أنس (ص) الحسن وخالد بن معدان".
(أكثروا الصلاة علي) (?) أي في الدعاء بالصلاة بنحو: اللَّهمَّ صلِّ على محمد وآله وسلّم، ونحوه من العبارات، قال في النهاية (?): أما قولنا: اللَّهم صلِّ على محمَّد فمعناه عظّمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء شريعته وفي الآخرة بتشفيعه لأمته وتضعيف أجره ومثوبته، وقيل: لما أمر الله بالصلاة عليه فلم نبلغ قدر الواجب من ذلك أحلناه على الله وقلنا: اللَّهم صلِّ على محمَّد لأنك أعلم بما يليق به وهذا الدعاء قد اختلف فيه هل يجوز إطلاقه على غير النبي أو لا؟ والصحيح أنه خاص به ولا يقال لغيره، وقال الخطابي: الصلاة بمعنى التعظيم والتكريم لا يقال لغيره والتي بمعنى الدعاء والتبريك تقال لغيره، ومنه اللَّهم صل على آل أبي أوفى، أي ترحم عليهم وبارك، وقيل: إن هذا خاص به ولكنه أثر به غيره وأما غيره فلا يجوز أنه يخص به أحد انتهى.
(في الليلة الغراء) أي المنيرة وهي ليلة الجمعة والغراء في الأصل الفرس ذات الغرة وهي بياض في الجبهة سميت الليلة بذلك لما فيها من الشرف عنده تعالى أو لأنّ يومها عظيم فهو غرتها (واليوم الأزهر) هو يوم الجمعة والأزهر الأبيض الحسن وقد شرف الله هذا اليوم وليلته وجعله عيد الأسبوع لأهل الإِسلام (فإن صلاتكم تعرض علي) هو علة للأمر بالإكثار من الصلاة في هذا اليوم وليلته وقد فسر هذا الغرض حديث عمار الآتي إن شاء الله تعالى أن الله