(أكبر أمتي) أعظم قدرًا عند الله (الذين لم يعطوا فيبطروا) البطر، الطغيان عند النعمة وطول الغنى كذا في النهاية (?)، والنفي هنا موجه إلى القيد أي الذين أعطوا فلم يبطروا وجعل النفي موجهًا إلى القيد والمقيد غير مراد أي لم يعطوا ولم يبطروا ضرورة أنه إنما ساق - صلى الله عليه وسلم - الكلام للثناء عليهم بأنهم لم يطغوا عند إنعام الله عليهم لا أنه لا نعمة ولا طغيان وبدليل المقابلة له بقوله (ولم يقتر عليهم) والتقتير التضييق من قوله تعالى: {وَلَمْ يَقْتُرُوا} [الفرقان: 67] (فيسألوا) والنفي في هذه الجملة موجه للعبد أيضًا كالأول وهذا الحديث للثناء على الغني الشاكر لأنه لا يتم نفي البطر عنه إلا إذا شكر نعمة الله لا لو لم يشكرها فإن عدم الشكر بطر للنعمة وطغيان وعلى الفقير الصابر لأنه إذا قتر عليه رزقه ولم يسأل فقد صبر على فقره والجمع بينهما في الأكبرية عنده تعالى دليل التسوية بينهما في الفضل. وقيل: المراد بهم أهل الكفاف ليسوا بأغنياء ولا فقراء إلى الغاية. وللناس في مسألة التفضيل بين الغني الشاكر والفقير الصابر نزاع طويل وخوض كبير واحتجاج من الطرفين وقد بسطناه في كتابنا: "الصارم الباتر في عين الصابر والشاكر" (تخ والبغوي وابن شاهين عن الجذع) (?) بفتح الجيم والذال المعجمة فعين مهملة (الأنصاري).

1372 - "اكتحلوا بالإثمد المروح فإنه يجلو البصر وينبت الشعر (حم عن النعمان الأنصاري) ".

(اكتحلوا بالإثمد) بفتح الهمزة هو حجر الكحل الأسود يؤتى به من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015