لفظ: "حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنًا" (?) والمراد تحسين الصوت السليقي الخلقي من غير تكلف لألحان تخرجه عن طبعه (فإنه سيجيء بعدي قوم يرجعون القرآن ترجيع الغناء) قال في حال القراء: قد ابتدع الناس في قراءة القرآن أصوات الغناء، ويقال: إن أول ما غنى به من القرآن قوله تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا} [الكهف: 79] بعلو ذلك من تغنيهم بقول الشاعر:
أما القطاة فإني سوف أنعتها ... نعتا يوافق عندي بعض ما فيها [1/ 381]
(والرهبانية) هو من الرهب الخوف كانوا يترهبون بالتخلي عن أشغال الدنيا وترك ملاذها والزهد فيها والعزلة عن أهلها ويعمد مشاقها حتى أن منهم من يخصي نفسه ويضع السلسلة في عنقه وغير ذلك من التعذيب (والنوح) ينوح به (لا يجاوز حناجرهم) جمع حنجرة العلقمة حيث تراه نائيًا من خارج الحلق وهو كناية عن كون التلاوة صادرة عن اللسان لا عن القلب فلا خشوع فيها ولا طلب وجه الله بها (مفتونة قلوبهم) إذ يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم (وقلوب من يعجبهم شأنهم) لغفلتهم عن المراد من التلاوة (طس هب عن حذيفة) (?).
قال ابن الجوزي في العلل: حديث لا يصح ومثله قال غيره.