تقدم ضبطه وتفسيره فإنه إذا كان كذلك لم يبطره الغنا ولم يحزنه الفقر بشرط القنوع ولذا قال (وقنع به) اكتفى به وشكر عليه وفسرت الحياة الطيبة في الآية بالقنوع بما أعطي (طب ك عن فضالة بن عبيد) مصغر عبد رمز المصنف لصحته (?).
1308 - "أَفْلَحْتَ يَا قُدَيْمُ إِنْ مُتَّ وَلَمْ تَكُنْ أَمِيرًا وَلاَ كَاتِبًا وَلاَ عَرِيفًا (د عن المقدام بن معدي كرب) " (صح).
(أفلحت يا قديم) تصغير مقدام تصغير الترخيم بحذف زوائده من الميم والألف لأنه من قدم والتصغير هنا للتلطف وحسن الخطاب من باب يا بني وهو خطاب للمقدام بن معدي كرب الراوي (إن مت ولم تكن أميرًا) جملة حالية من فاعل مت أي مت والحال ما ذكر من عدم اتصافك بالإمارة والأمير من يلي أمور الناس يأمرهم وينهاهم فعيل بمعنى فاعل وإنما علق - صلى الله عليه وسلم - فلاحه بموته ولم يلي الإمارة لما فيها من الخطر الذي لا يكاد يسلم منه أحد، وفي حديث أبي هريرة عند البيهقي: "ما من أمير عشرة إلا وهو يؤتى به يوم القيامة مغلولاً حتى يفكه العدل أو يوبقه الجور" (?) ويأتي أيضًا في حديث أبي أمامة بزيادة: أولها ملامة وأوسطها ندامة وآخرها خزي يوم القيامة، ويأتي زجر شديد في الإمارة (ولا كاتبًا) للسلطان لما فيه من الخطر فإن كاتب الملك يده ولسانه بقلمه يراق الدماء وتؤخذ الأموال (ولا عريفًا) بعين مهملة وراء مكسورة مشددة ومثناة تحتية وألفًا في النهاية (?) أنه القيم بأمور القبيلة والجماعة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم [1/ 376] فعيل بمعني فاعل انتهى. والحديث