يثاب العبد بسببها على العمل الصالح وإن لم يعمله كما يدل حديث: "من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشر حسنات" (?) (الحكيم عن ابن عباس) قال الشارح: بإسناد ضعيف (?).
1279 - "أفضل العيادة أجرًا سرعة القيام من عند المريض (فر عن جابر) ".
(أفضل العيادة) بمثناه تحتية من عاد يعود (أجرًا) والتصريح هنا بالأجر دليل أن المراد من أفضل الأعمال كثرة أجرها وحسن موقعها هل هذا هو المراد من فضل الأشخاص؟ الظاهر هو ذلك، فإذا ورد عن الشارع إن فلانًا أفضل من فلان فالمراد أنه أكثر ثوابًا عند الله، هذا ولبعض المحققين تردد في ذلك فقال: إن أريد تفضيل زيد مثلاً على عمرو أنه أكثر ثوابًا عند الله فهو مجهول لنا وإن أريد أفعال الخير الصادرة عنه والجارية على يديه أكثر من الجارية على يد عمرو فهذا أيضًا لنا مجهول لأن مقادير الأعمال عند الله تعالى فرب قليل تراه هو كثير عند الله ورب كثير هو قليل لما يدخل في الأعمال من أنواع الإخلال فالبحث عن التفضيل فضول انتهى.
قلت: لقائل أن يقول: المراد الأول وكثرة أفعال الخير دليل أن من صدرت عنه أكثر أجرًا من غيره، وقوله: إن مقادير الأعمال مجهولة لنا إلى آخره كلام صحيح لكنه لا يرد على معتقد الأفضلية لأن اعتقاده ناشئ عن قرائن صحيحة فإن صحب في نفس الأمر عنده تعالى فذاك وإلا فما هو مخاطب إلا بعلمه من صور الأعمال وقد أشار إلى هذا حديث: "لم أؤمر أن أفتش عن قلوب الناس" (?) لما قيل له كم من فضل بلسانه غير فضل بقلبه وأما قوله: إن التفضل من