حديث: "إن الرجل إذا دعا لأخيه بظهر الغيب قال له الملك ولك بمثل ذلك" (?) فهذه فضيلة لدعاء الرجل للغائب ولا يرتقي إلى فضيلة دعائه لنفسه، هذا على أن يراد أن دعاؤه لنفسه أفضل من دعائه لغيره ويحتمل أن يراد دعاء العبد لنفسه لا دعاء غيره له وذلك لأنه بدعائه لنفسه يحصل التضرع والتذلل وتظهر حاجته وفقره ويعبّر عن نفسه، ويحتمل أن اللام تعليلية لا صلة للدعاء، وأن المراد دعاؤه لإنقاذ نفسه ونجاتها من العذاب أفضل من دعائه لها بغير ذلك من خير الدنيا وهذه الأفضلية بالنسبة إلى المدعو له، والحديث الثاني بالنسبة إلى المدعو به (ك عن عائشة) رمز المصنف لصحته لأنه صححه الحاكم وتعقبه الشارح بأن فيه راويًا واهيًا ولكن رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد (?).
1246 - "أَفْضَلُ الدُّعَاءِ أن تسأل ربك الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فإنك إذا أعطيتهما في الدنيا ثم أعطيتهما في الآخرة فقد أفلحت (حم وهناد ت 5 عن أنس) " (صح).
(أفضل الدعاء) المدعو به (أن تسأل ربك العفو [1/ 362] وهو محو الذنب (والعافية) وهي السلامة من الأسقام والبلايا وهي الصحة وضدها المرض كما في النهاية (?) وقوله (في الدنيا والآخرة) متعلق بهما فعافية الآخرة السلامة من العذاب ومن الفزع ومن أهوال يوم القيامة، وسؤال العافية إلى الآخرة مع العفو من التأكيد وملائمة اللاحق السابق وإلا فالعفو إذا حصل فيها فقد حصلت