لحديث (?): "لا تؤمنوا حتى تحابوا" وحديث الأمر بالتحاب يأتي: "أن أفضل الأعمال بعد الإيمان التودد إلى الناس" والسلام من جوانب المحبة وأسبابها وهذا مثل حديث: "تهادوا تحابوا" (?) يأتي وسبب لرضا الله وأي خير أعظم من رضائه فإنه كل المطلوب وغايته المراد والمحبوب، وأنه سبب للعلو وذلك أن في إفشاء السلام الاتصاف بمكارم الأخلاق ورضا الله ومحبة الناس له وأي علو أشرف من حيازة هذه الأمور (وابذل الطعام) تقدمت ثلاثة أحاديث في حرف الطاء في إطعام الطعام وفيه عدة من الترغيب وقد جمع فيه بعض العلماء المحدثين أربعين حديثا في شأن فضله، وفيه مع الأجر شرف الذكر في الدنيا ومحبة العباد له فإن القلوب جبلت على من أحسن إليها وعلى الثناء عليه ولذلك صار ذكر حاتم في كل مكان وضربت بجوده الأمثال كل لسان، فمطعم الطعام فائز بالأجر في الدنيا والآخرة مع إعاضة له فيما ينفقه ومغفرة الله له كما في حديث أنس الذي تقدم: "إذا دخل الضيف على القوم دخل برزقه وخرج بمغفرة ذنوبهم" (واستحي من الله كما تستحي رجلاً من رهطك ذي هيئة) تقدم شرحه (ولتحسن خلقك) تكلف تحسينها إن لم يكن كذلك في أصل الخلقة وتقدم الكلام عليه (وإذا أسأت) أتيت سيئة (فأحسن فإن الحسنات يذهبن السيئات) كما قال تعالى وهو عام في الإساءه إلى الخالق أو إلى العباد كما يقال:
إن العداوة تستحيل مودة ... بتدارك الهفوات بالحسنات
(طب عن أبي أمامة) (?).