يكون منه أحد العوضين مقابلاً للآخر والباء التي أثبتت الدخول هي باء المسببية التي تقضي بسببيته ما دخلت عليه لغيره وإن لم يكن مستقلاً انتهى.
قلت: فهذا فصل النزاع في المسألة، وللناس فيها نزاع طويل (فإن شفاعتي للهالكين من أمتي) يحتمل أنه تعليل لما ذكره على معنى: فإن رحمته للهالكين إلا أنه عبر عنها بالشفاعة إقامة للمسبب مقام السبب فإن الشفاعة مسببة عن رحمة الله إذ لولا رحمته ما قبل شفاعة شافع، ويحتمل أنه تعليل للمحذوف تقديره ولا تأسي لأنه نهي عن الاتكال على العمل لنشأ عنه اليأس عن النجاة فنهى عنه وعلله أن شفاعته للهالكين من الأمة أي الذين لم تنفعهم الأعمال (عد عن أم سلمة) رمز المصنف لضعفه (?).
1200 - "أعينوا أولادكم على البر، من شاء استخرج العقوق من ولده (طس) عن أبي هريرة (ض) ".
(أعينوا أولادكم على البر) أي بحسن الخلق ولين الخطاب واغتفار ما لا يخلو عنه الولد من الأمور التي تأباها النفس من الأب فهو إرشاد للآباء على تحصيل البر من الأبناء ويأتي حديث: "رحم الله من أعان ولده على بره" (من شاء استخرج العقوق من ولده) بأن يسيء إلى ولده فإن الطبع البشري يقتضي مقابلة الإساءة بالإساءة فالاستخراج للعقوق يكون بالإساءة إلى الولد وحينئذ يكون الوالد آثمًا بالإساءة إلى ولده لأنه حمله على المعصية (طس (?) عن أبي