(اعمل عمل امرئ يظن أن لا يموت أبدًا) هذا في الأعمال الصالحة العام نفعها من نشر العلم بالتأليف وطلبه والحرص عليه وعمارة المساجد وإجراء الأنهار وغرس الأشجار وارتباط الخيل وإعدادها للجهاد وتوطين النفس على الأعمال الخيرية من الحج والجهاد ونحوه والأمر بإتقان العمل والقرينة على أن ذلك المراد ما علم من آداب الشارع وديدنه وهو أمر الأمر بالأعمال الصالحة والحث عليها والنهي عن الأمل والعمل للدنيا وللبقاء فيها فإنه من لاحظ أنه ميت غدًا لم يتقن من هذه الأعمال شيئًا ولا قام بشيء من أمور المسلمين وهو خلاف مراد الله ورسوله (واحذر حذر امرئ يخشى أنه يموت غدًا) هو كالاحتراس عما تفيده الجملة الأولى من إطلاق عنان الأمل المحذر عنه في عدة من الأخبار فكأنه في قوة: كن بين الرَّجاء والخوف أرجو الحياة وأحذر الممات فاعمل للرجاء عمله وللموت عمله (هب عن ابن عمرو) (?) رمز المصنف لضعفه لأن في روايته مجهولا وضعيفًا.
1197 - "اعملوا فكل ميسر لما خلق له (طب) عن ابن عباس وعن عمران بن حصين (ض) ".
(اعملوا فكل ميسر لما خلق له) هو قطعة من حديث أخرجه الخمسة (?) إلا النسائي من حديث علي - رضي الله عنه - وفيه قال يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة" فقالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا فقال: "اعملوا فكل ميسر لما خُلق له أما من كان من أهل السعادة فيصير إلى عمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاء فيصير إلى عمل أهل الشقاء" ثم