أمتي خير الأمم (حم) عن علي (صح) ".
(أعطيت مما لم يعط الأنبياء قبلي) من الأمور العظيمة التي بها تم شرف نبوته وبين ذلك بالاستئناف بقوله (نصرت بالرعب) في النهاية (?) الرعب الخوف والفزع كأن أعداؤه قد أوقع الله في قلوبهم الخوف منه - صلى الله عليه وسلم - وبينهم وبينه مسيرة شهر فإذا كان كذلك فزعوا منه ورهبوه.
قلت: ويدل له قول أبي سفيان قبل إسلامه في قصته مع هرقل أنه ليخافه ملوك بني الأصفر وقد قيد إطلاق هذا الحديث بقوله مسيرة شهر وكان غيره وإن خافه عدوه لا يبلغ هذه المسافة (وأعطيت مفاتيح الأرض) في النهاية (?): أراد ما يسهله الله له ولأمته من افتتاح البلدان المتعذِّرات واستخراج الكنوز والأموال المخفيات (وسميت أحمد) أي سماني الله على لسان روحه وكلمته عيسي كما قال: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6] ولما كان هذا الاسم الشريف شريفًا في معناه وسماه به رب العزة يَمدح - صلى الله عليه وسلم - بالتسمية به وذلك لأنه دال على أنه أكثر الناس حامدية لربه اشتق من حمد المعلوم كما هو الأكثر في اسم التفضيل أخذه من المبني للفاعل أو أكثرهم محمودية أي يحمد الخلق حمدًا كثيرًا إن أخذ من حمد المجهول، ورجح ابن القيم (?) هذا الأخير فيكون معناه: كمحمد إلا أن الفرق بينهما أن محمدًا هو كثير الخصال التي يحمد عليها وأحمد هو الذي يحمد أكثر مما يحمد غيره فمحمد في الكثرة والكمية وأحمد في الصفة والكيفية فيستحق من الحمد أكثر مما يستحق غيره وأفضل مما يستحق غيره فيحمد أكثر حمد وأفضل حمد حمده البشر فالاسمان