تمهيد ومع الوسائل المباشرة التي اتخذها المنصرون في سبيل الوصول إلى المجتمعات الإسلامية، وغير الإسلامية، نجد أن هناك ظروفا تهيأت للمنصرين، وهيأت لهم الطريق للتوغل في المجتمعات " الأخرى "، وقد ساندتهم في تحقيق أهدافهم التنصيرية. ومن هذه الأساليب ما هو قديم طارئ، ومنها ما هو قديم يتجدد، ومنها كذلك ما هو جديد لم يكن وله وجود من قبل. ومن أبرز الوسائل المساندة للتنصير والمنصرين الآتي:
1 - الاحتلال: الوسيلة المساندة الأولى والأقوى - فيما يبدو لي - هي الاحتلال (الاستعمار) . وقد دعا المنصرون المستعمرين إلى احتلال البلاد الإسلامية وغير الإسلامية، وعندما احتلت البلاد ذلل المحتلون العقبات أمام المنصرين، واستطاعوا أن يقيموا مؤسساتهم في بلاد المسلمين بكل سهولة. والتآزر بين المحتلين والمنصرين جانب فرضته الكنيسة، وجعلته مجالا للانتقام لأولئك الذين أخرجوا من فلول الحملات الصليبية، ولذا قيلت العبارة المشهورة في القدس، في العقد الرابع من القرن الرابع عشر الهجري، الثاني من القرن العشرين: " اليوم انتهت الحروب الصليبية " (?) .
وقريب من هذا ما قاله الجنرال غورو عندما دخل دمشق الشام ووقف على قبر صلاح الدين الأيوبي،