القدرات ما يمكن استغلالها في تحقيق أهداف المنصرين وغير المنصرين. فهي أم ولها أثرها على أبنائها، وهي زوجة ولها أثرها على زوجها، وهي ابنة معرضة للتأثر، وهكذا.

أما فيما يتعلق بالمرأة المسلمة فهناك محاولات تنصيرية تغريبية دؤوبة لإخراجها من سمتها وحشمتها، بحجة التحضر والانطلاق، ثم إقحامها في أنشطة اجتماعية وسياسية ليست بالضرورة بحاجة إليها.

وإذا تذكرنا أن من أهداف التنصير بذر الشكوك لدى المسلمين المصرين على التمسك بالإسلام، أدركنا أن من أخصب المجالات في تحقيق هذا الهدف الحديث عن موقف الإسلام من المرأة فيما يتعلق بحقوقها وواجباتها من موازين ومنطلقات غربية وغريبة على طبيعة الإنسان بعامة، والمرأة فيه بخاصة (?) ولذا نجد مجموعة من الجمعيات النسائية التي تعمل على نقل المرأة من بيئة إسلامية إلى بيئة غربية خالصة من خلال التبرج والسفور، وخوض مجالات عملية في الفن وفي الثقافة وفي الآداب، وفي الأعمال المهنية والحرفية الأخرى، مما يدخل في محاولات التغريب التي تتعرض لها المجتمعات المسلمة (?) وأقرب مثال على هذا جهود نوال السعداوي المستمرة في تغريب المرأة المسلمة امتدادا للمحاولات السابقة على يد قاسم أمين (?) وغيره من دعاة التغريب.

والحديث عن المرأة دائمًا فيه حساسية، ويغلب عليه الجانب الإعلامي، وبخاصة الصحفي، وترفع فيه الشعارات، ويُساء الفهم حول بعض الطروحات، كما قد يفهم من هذا الحديث، من أن المرأة لا تصلح للأعمال الفنية والثقافية والأدبية والأعمال المهنية والحرفية. وليس الأمر كذلك، إذ الموضوع يتركز حول استغلال هذه المجالات في الخروج عن السمت المراد من المرأة، كما هو مراد من الرجل على حد سواء، وإن اختلفت الطرق. تقول المبشرات المشتركات في مؤتمر القاهرة سنة 1906م: ". . . . . لا سبيل إلا بجلب النساء المسلمات إلى المسيح إن عدد النساء المسلمات عظيم جدا لا يقل عن مائة مليون، فكل نشاط مجد للوصول إليهن يجب أن يكون أوسع مما بذل إلى الآن. نحن لا نقترح إيجاد منظمات جديدة، ولكن نطلب من كل هيئة تبشيرية أن تحمل فرعها النسائي على العمل واضعة نصب عينيها هدفا جديدا هو الوصول إلى نساء العالم المسلمات كلهن في هذا الجيل (?) أما فيما يتعلق بالمرأة غير المسلمة فهي بحكم ثقافتها المنطلقة لديها القابلية لأن تُستغل في جميع المجالات. وإذا أغفلنا جانب التعميم استطعنا القول إن بعض النساء على استعداد لخوض غمار الأعمال الميدانية و [الترفيهية] ما دامت تحقق بها أهدافا تنصيرية، إما بتغريرها بأن هذا يرضي المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام، وإما بعلمها وإصرارها المسبق بأن هذا ما ينبغي أن يكون.

ولا تمثل الأعمال الترفيهية نسبة عالية في انخراط المرأة في حملات التنصير، لأن هذا أمر مكشوف ورخيص، ولكنه مع هذا يشيع في الحروب بين الجنود والأسرى المراد تنصيرهم (?) والذي يمثل النسبة العالية في مجالات التنصير باستغلال المرأة هو عملها بكل جهد وقوة للدخول إلى مجالات النساء المستهدفات، (?) فتجتمع بهن وتقدم لهن الخدمات الصحية والاجتماعية والتربوية والثقافية الدقيقة والخاصة بشؤون المرأة فيما يتعلق بعلاقاتها الأسرية وتربيتها لأولادها. (?) وهذا الاتجاه يلقي القبول ويرسخ في الأذهان. ولذا إعطاؤه الاهتمام بدلا من أن يذهب التصور إلى استغلال المرأة في جوانب نفعية شهوانية قد لا تنقاد إليها جميع النساء كما هو سائر الآن. كما ينبغي تعميق النظرة إلى أثر المرأة في هذه الحملات من خلال قدرتها على التأثير وقوتها فيه، وقدرتها أيضا على التأثير بما حولها ومن حولها (?) ولا تزال هذه الوسيلة من الوسائل المعتمدة في تصيد الآخرين، ليس على مستوى التنصير فحسب، بل على مستويات سياسة واستخبارية.

[العاملون]

8 - العاملون: استغلال العاملين النصارى في المجتمعات المسلمة على مختلف مستوياتهم العملية وتخصصاتهم من الأطباء والخبراء والممرضات والصيادلة والعمال المهنيين والحرفيين.

وتتضح هذه الوسيلة جيدا في مجتمع الخليج العربي، حيث تفد مئات الآلاف من الطاقات البشرية الخبيرة وغير الخبيرة. ويفد مع هؤلاء المنصرون بثياب الطبيب والممرضة والفني والعامل. ويعملون على تثبيت إخوانهم النصارى و " حمايتهم " من الإسلام بإقامة الشعائر لهم، سرا في بعض المناطق، وعلنا في مناطق أخرى، كما يعملون على تنصير المسلمين من الشباب والشابات ورجال الأعمال الذين يتسم بعضهم، أو جزء كبير منهم، بالأمية الثقافية وعدم القدرة على إدراك خطر هؤلاء، كما يتسم بعضهم بعدم المبالاة ما دام هؤلاء القادمون من " الخارج " يقدمون جوا ترفيهيا ينعكس إيجابيا على الإنتاج والعمل! !

طور بواسطة نورين ميديا © 2015